شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في النهي عن ذكر عيوب الناس وما ورد في ذلك من الآثار

صفحة 37 - الجزء 17

  أشناهم عندك أبغضهم إليك.

  وتغاب تغافل يقال تغابى فلان عن كذا.

  ويضح يظهر والماضي وضح

فصل في النهي عن ذكر عيوب الناس وما ورد في ذلك من الآثار

  عاب رجل رجلا عند بعض الأشراف فقال له لقد استدللت على كثرة عيوبك بما تكثر فيه من عيوب الناس لأن طالب العيوب إنما يطلبها بقدر ما فيه منها.

  وقال الشاعر:

  وأجرأ من رأيت بظهر غيب ... على عيب الرجال أولو العيوب

  وقال آخر:

  يا من يعيب وعيبه متشعب ... كم فيك من عيب وأنت تعيب

  وفي الخبر المرفوع دعوا الناس بغفلاتهم يعيش بعضهم مع بعض.

  وقال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كنت أساير أبي ورجل معنا يقع في رجل فالتفت أبي إلي فقال يا بني نزه سمعك عن استماع الخنى كما تنزه لسانك عن الكلام به فإن المستمع شريك القائل إنما نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك ولو ردت كلمة جاهل في فيه لسعد رادها كما شقي قائلها.

  وقال ابن عباس الحدث حدثان حدث من فيك وحدث من فرجك.