فصل في النهي عن ذكر عيوب الناس وما ورد في ذلك من الآثار
  وعاب رجل رجلا عند قتيبة بن مسلم فقال له قتيبة أمسك ويحك فقد تلمظت بمضغه طالما لفظها الكرام.
  ومر رجل بجارين له ومعه ريبة فقال أحدهما لصاحبه أفهمت ما معه من الريبة قال وما معه قال كذا قال عبدي حر لوجه الله شكرا له تعالى إذ لم يعرفني من الشر ما عرفك.
  وقال الفضيل بن عياض إن الفاحشة لتشيع في كثير من المسلمين حتى إذا صارت إلى الصالحين كانوا لها خزانا.
  وقيل لبزرجمهر هل من أحد لا عيب فيه فقال الذي لا عيب فيه لا يموت.
  وقال الشاعر:
  ولست بذي نيرب في الرجا ... لمناع خير وسبابها
  ولا من إذا كان في جانب ... أضاع العشيرة واغتابها
  ولكن أطاوع ساداتها ... ولا أتعلم ألقابها
  وقال آخر:
  لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا ... فيكشف الله سترا من مساويكا
  واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ... ولا تعب أحدا منهم بما فيكا
  وقال آخر:
  ابدأ بنفسك فإنهما عن عيبها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
  فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى ... بالقول منك ويقبل التعليم