شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر

صفحة 96 - الجزء 17

  وقال إبراهيم بن هرمة:

  هش إذا نزل الوفود ببابه ... سهل الحجاب مؤدب الخدام

  وإذا رأيت صديقه وشقيقه ... لم تدر أيهما ذوي الأرحام

  وقال آخر:

  وإني لأستحيي الكريم إذا أتى ... على طمع عند اللئيم يطالبه

  وأرثي له من مجلس عند بابه ... كمرثيتي للطرف والعلج راكبه

  وقال عبد الله بن محمد بن عيينة:

  أتيتك زائرا لقضاء حق ... فحال الستر دونك والحجاب

  ورأيي مذهب عن كل ناء ... يجانبه إذا عز الذهاب

  ولست بساقط في قدر قوم ... وإن كرهوا كما يقع الذباب

  وقال آخر:

  ما ضاقت الأرض على راغب ... تطلب الرزق ولا راهب

  بل ضاقت الأرض على شاعر ... أصبح يشكو جفوة الحاجب

  قد شتم الحاجب في شعره ... وإنما يقصد للصاحب

  ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَبِطَانَةً فِيهِمُ اِسْتِئْثَارٌ وَتَطَاوُلٌ وَقِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَئُونَةَ مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ اَلْأَحْوَالِ وَلاَ تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وَحَامَّتِكَ قَطِيعَةً وَلاَ يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اِعْتِقَادِ عُقْدَةٍ تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ اَلنَّاسِ فِي