فصل فيما جاء في الحذر من كيد العدو
  ومنها نهيه إياه عن الغضب وعن الحكم بما تقتضيه قوته الغضبية حتى يسكن غضبه قد جاء في الخبر المرفوع لا يقضي القاضي وهو غضبان فإذا كان قد نهي أن يقضي القاضي وهو غضبان على غير صاحب الخصومة فبالأولى أن ينهى الأمير عن أن يسطو على إنسان وهو غضبان عليه.
  وكان لكسرى أنوشروان صاحب قد رتبه ونصبه لهذا المعنى يقف على رأس الملك يوم جلوسه فإذا غضب على إنسان وأمر به قرع سلسلة تاجه بقضيب في يده وقال له إنما أنت بشر فارحم من في الأرض يرحمك من في السماء: وَمِنْ هَذَا اَلْعَهْدِ وَهُوَ آخِرُهُ وَأَنَا أَسْأَلُ اَللَّهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ أَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكَ لِمَا فِيهِ رِضَاهُ مِنَ اَلْإِقَامَةِ عَلَى اَلْعُذْرِ اَلْوَاضِحِ إِلَيْهِ وَإِلَى خَلْقِهِ مِنْ حُسْنِ اَلثَّنَاءِ فِي اَلْعِبَادِ وَجَمِيلِ اَلْأَثَرِ فِي اَلْبِلاَدِ وَتَمَامِ اَلنِّعْمَةِ وَتَضْعِيفِ اَلْكَرَامَةِ وَأَنْ يَخْتِمَ لِي وَلَكَ بِالسَّعَادَةِ وَاَلشَّهَادَةِ إِنَّا إِلَى اَللَّهِ رَاغِبُونَ وَاَلسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ اَلطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً وَاَلسَّلاَمُ روي كل رغيبة والرغيبة ما يرغب فيه فأما الرغبة فمصدر رغب في كذا كأنه قال القادر على إعطاء كل سؤال أي إعطاء كل سائل ما سأله.