شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عمران بن الحصين

صفحة 133 - الجزء 17

  ثم الجعفران جعفر بن جرير وجعفر بن ميسر ثم أبا عمران بن النقاش ثم أبا سعيد أحمد بن سعيد الأسدي ثم عباد بن سليمان ثم أبا جعفر الإسكافي هذا وقال كان أبو جعفر فاضلا عالما وصنف سبعين كتابا في علم الكلام.

  وهو الذي نقض كتاب العثمانية على أبي عثمان الجاحظ في حياته ودخل الجاحظ الوراقين ببغداد فقال من هذا الغلام السوادي الذي بلغني أنه تعرض لنقض كتابي وأبو جعفر جالس فاختفى منه حتى لم يره.

  وكان أبو جعفر يقول بالتفضيل على قاعدة معتزلة بغداد ويبالغ في ذلك وكان علوي الرأي محققا منصفا قليل العصبية ثم نعود إلى شرح ألفاظ الفصل ومعانيه قوله # لم أرد الناس أي لم أرد الولاية عليهم حتى أرادوا هم مني ذلك.

  قال ولم أبايعهم حتى بايعوني أي لم أمدد يدي إليهم مد الطلب والحرص على الأمر ولم أمددها إلا بعد أن خاطبوني بالإمرة والخلافة وقالوا بألسنتهم قد بايعناك فحينئذ مددت يدي إليهم.

  قال ولم يبايعني العامة والمسلمون لسلطان غصبهم وقهرهم على ذلك ولا لحرص حاضر أي مال موجود فرقته عليهم.

  ثم قسم عليهما الكلام فقال إن كنتما بايعتماني طوعا عن رضا فقد وجب عليكما الرجوع لأنه لا وجه لانتقاض تلك البيعة وإن كنتما بايعتماني مكرهين عليها فالإكراه