أبو جعفر الإسكافي
  له صورة وهي أن يجرد السيف ويمد العنق ولم يكن قد وقع ذلك ولا يمكنكما أن تدعياه وإن كنتما بايعتماني لا عن رضا ولا مكرهين بل كارهين وبين المكره والكاره فرق بين فالأمور الشرعية إنما تبني على الظاهر وقد جعلتما لي على أنفسكما السبيل بإظهاركما الطاعة والدخول فيما دخل فيه الناس ولا اعتبار بما أسررتما من كراهية ذلك على أنه لو كان عندي ما يكرهه المسلمون لكان المهاجرون في كراهية ذلك سواء فما الذي جعلكما أحق المهاجرين كلهم بالكتمان والتقية.
  ثم قال وقد كان امتناعكما عن البيعة في مبدإ الأمر أجمل من دخولكما فيها ثم نكثها.
  قال وقد زعمتما أن الشبهة التي دخلت عليكما في أمري أني قتلت عثمان وقد جعلت الحكم بيني وبينكما من تخلف عني وعنكما من أهل المدينة أي الجماعة التي لم تنصر عليا ولا طلحة كمحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وغيرهم يعني أنهم غير متهمين عليه ولا على طلحة والزبير فإذا حكموا لزم كل امرئ منا بقدر ما تقتضيه الشهادات ولا شبهة أنهم لو حكموا وشهدوا بصورة الحال لحكموا ببراءة علي # من دم عثمان وبأن طلحة كان هو الجملة والتفصيل في أمره وحصره وقتله وكان الزبير مساعدا له على ذلك وإن لم يكن مكاشفا مكاشفة طلحة.
  ثم نهاهما عن الإصرار على الخطيئة وقال لهما إنكما إنما تخافان العار في رجوعكما وانصرافكما عن الحرب فإن لم ترجعا اجتمع عليكما العار والنار أما العار فلأنكما تهزمان وتفران عند اللقاء فتعيران بذلك وأيضا سيكشف للناس أنكما كنتما على باطل فتعيران بذلك وأما النار فإليها مصير العصاة إذا ماتوا على غير توبة واحتمال العار وحده أهون من احتماله واحتمال النار معه