شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

58 - ومن كتاب له # كتبه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين

صفحة 142 - الجزء 17

  روي التقينا والقوم بالواو كما قال:

  قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

  ومن لم يروها بالواو فقد استراح من التكلف.

  قوله والظاهر أن ربنا واحد كلام من لم يحكم لأهل صفين من جانب معاوية حكما قاطعا بالإسلام بل قال ظاهرهم الإسلام ولا خلف بيننا وبينهم فيه بل الخلف في دم عثمان.

  قال # قلنا لهم تعالوا فلنطفئ هذه النائرة الآن يوضع الحرب إلى أن تتمهد قاعدتي في الخلافة وتزول هذه الشوائب التي تكدر علي الأمر ويكون للناس جماعة ترجع إليها وبعد ذلك أتمكن من قتلة عثمان بأعيانهم فأقتص منهم فأبوا إلا المكابرة والمغالبة والحرب.

  قوله حتى جنحت الحرب وركدت جنحت أقبلت ومنه قد جنح الليل أي أقبل وركدت دامت وثبتت.

  قوله ووقدت نيرانها أي التهبت.

  قوله وحمشت أي استعرت وشبت وروي واستحشمت وهو أصح ومن رواها حمست بالسين المهملة أراد اشتدت وصلبت.

  قوله فلما ضرستنا وإياهم أي عضتنا بأضراسها ويقال ضرسهم الدهر أي اشتد عليهم.