شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الأسود بن قطبة

صفحة 146 - الجزء 17

  قوله # إذا اختلف هوى الوالي منعه كثيرا من الحق قول صدق لأنه متى لم يكن الخصمان عند الوالي سواء في الحق جار وظلم.

  ثم قال له فإنه ليس في الجور عوض من العدل وهذا أيضا حق وفي العدل كل العوض من الجور.

  ثم أمره باجتناب ما ينكر مثله من غيره وقد تقدم نحو هذا.

  وقوله إلا كانت فرغته كلمة فصيحة وهي المرة الواحدة من الفراغ وقد روي عن النبي ÷ أن الله يبغض الصحيح الفارغ لا في شغل الدنيا ولا في شغل الآخرة ومراد أمير المؤمنين # هاهنا الفراغ من عمل الآخرة خاصة.

  قوله فإن الذي يصل إليك من ذلك أفضل من الذي يصل بك معناه فإن الذي يصل إليك من ثواب الاحتساب على الرعية وحفظ نفسك من مظالمهم والحيف عليهم أفضل من الذي يصل بك من حراسة دمائهم وأعراضهم وأموالهم ولا شبهة في ذلك لأن إحدى المنفعتين دائمة والأخرى منقطعة والنفع الدائم أفضل من المنقطع