شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

60 - ومن كتاب له # إلى العمال الذين يطأ عملهم الجيوش

صفحة 148 - الجزء 17

  وقال إنما بذلوا الجزية لتكون دماؤهم كدمائنا وأموالهم كأموالنا ويسمى هؤلاء ذمة أي أهل ذمة بحذف المضاف والمعرة المضرة قال الجيش ممنوع من أذى من يمر به من المسلمين وأهل الذمة إلا من سد جوعة المضطر منهم خاصة لأن المضطر تباح له الميتة فضلا عن غيرها.

  ثم قال فنكلوا من تناول وروي بمن تناول بالباء أي عاقبوه وعن في قوله عن ظلمهم يتعلق بنكلوا لأنها في معنى اردعوا لأن النكال يوجب الردع.

  ثم أمرهم أن يكفوا أيدي أحداثهم وسفهائهم عن منازعة الجيش ومصادمته والتعرض لمنعه عما استثناه وهو سد الجوعة عند الاضطرار فإن ذلك لا يجوز في الشرع وأيضا فإنه يفضي إلى فتنة وهرج.

  ثم قال وأنا بين أظهر الجيش أي أنا قريب منكم وسائر على أثر الجيش فارفعوا إلي مظالمكم وما عراكم منهم على وجه الغلبة والقهر فإني مغير ذلك ومنتصف لكم منهم