شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

62 - ومن كتاب له # إلى أهل مصر مع مالك الأشتر | لما ولاه إمارتها

صفحة 153 - الجزء 17

  أي كف عن حركته وإقدامه فكان الدين كان متحركا مضطربا فسكن وكف عن ذلك الاضطراب.

  روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في التاريخ الكبير أن رسول الله ÷ لما مات اجتمعت أسد وغطفان وطيء على طليحة بن خويلد إلا ما كان من خواص أقوام في الطوائف الثلاث فاجتمعت أسد بسميراء وغطفان بجنوب طيبة وطيء في حدود أرضهم واجتمعت ثعلبة بن أسد ومن يليهم من قيس بالأبرق من الربذة وتأشب إليهم ناس من بني كنانة ولم تحملهم البلاد فافترقوا فرقتين أقامت إحداهما بالأبرق وسارت الأخرى إلى ذي القصة وبعثوا وفودا إلى أبي بكر يسألونه أن يقارهم على إقامة الصلاة ومنع الزكاة فعزم الله لأبي بكر على الحق فقال لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه ورجع الوفود إلى قومهم فأخبروهم بقلة من أهل المدينة فأطمعوهم فيها وعلم أبو بكر والمسلمون بذلك وقال لهم أبو بكر أيها المسلمون إن الأرض كافرة وقد رأى وفدهم منكم قلة وإنكم لا تدرون أليلا تؤتون أم نهارا وأدناهم منكم على بريد وقد كان القوم يأملون أن نقبل منهم ونوادعهم وقد أبينا عليهم ونبذنا إليهم فأعدوا واستعدوا فخرج علي # بنفسه وكان على نقب من أنقاب المدينة وخرج الزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود وغيرهم فكانوا على الأنقاب الثلاثة فلم يلبثوا إلا قليلا حتى طرق القوم المدينة غارة مع الليل وخلفوا بعضهم بذي حسى