شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر ما طعن به الشيعة في إمامة أبي بكر والجواب عنها

صفحة 154 - الجزء 17

  ليكونوا ردءا لهم فوافوا الأنقاب وعليها المسلمون فأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر فأرسل إليهم أن الزموا مكانكم ففعلوا وخرج أبو بكر في جمع من أهل المدينة على النواضح فانتشر العدو بين أيديهم واتبعهم المسلمون على النواضح حتى بلغوا ذا حسى فخرج عليهم الكمين بأنحاء قد نفخوها وجعلوا فيها الحبال ثم دهدهوها بأرجلهم في وجوه الإبل فتدهده كل نحي منها في طوله فنفرت إبل المسلمين وهم عليها ولا تنفر الإبل من شيء نفارها من الأنحاء فعاجت بهم لا يملكونها حتى دخلت بهم المدينة ولم يصرع منهم أحد ولم يصب فبات المسلمون تلك الليلة يتهيئون ثم خرجوا على تعبئة فما طلع الفجر إلا وهم والقوم على صعيد واحد فلم يسمعوا للمسلمين حسا ولا همسا حتى وضعوا فيهم السيف فاقتتلوا أعجاز ليلتهم فما ذر قرن الشمس إلا وقد ولوا الأدبار وغلبوهم على عامة ظهرهم ورجعوا إلى المدينة ظافرين.

  قلت هذا هو الحديث الذي أشار # إلى أنه نهض فيه أيام أبي بكر وكأنه جواب عن قول قائل إنه عمل لأبي بكر وجاهد بين يدي أبي بكر فبين # عذره في ذلك وقال إنه لم يكن كما ظنه القائل ولكنه من باب دفع الضرر عن النفس والدين فإنه واجب سواء كان للناس إمام أو لم يكن

ذكر ما طعن به الشيعة في إمامة أبي بكر والجواب عنها

  وينبغي حيث جرى ذكر أبي بكر في كلام أمير المؤمنين # أن نذكر ما أورده قاضي القضاة في المغني من المطاعن التي طعن بها فيه وجواب قاضي القضاة