من أخبار الزبير وابنه عبد الله
  كان ابن جرموز يدعو لدنياه فقيل له هلا دعوت لآخرتك فقال أيست من الجنة.
  الزبير أول من شهر سيفه في سبيل الله قيل له في أول الدعوة قد قتل رسول الله فخرج وهو غلام يسعى بسيفه مشهورا.
  وروى الزبير بن بكار في الموفقيات قال لما سار علي # إلى البصرة بعث ابن عباس فقال ائت الزبير فاقرأ # وقل له يا أبا عبد الله كيف عرفتنا بالمدينة وأنكرتنا بالبصرة فقال ابن عباس أفلا آتي طلحة قال لا إذا تجده عاقصا قرنه في حزن يقول هذا سهل.
  قال فأتيت الزبير فوجدته في بيت يتروح في يوم حار وعبد الله ابنه عنده فقال مرحبا بك يا ابن لبابة أجئت زائرا أم سفيرا قلت كلا إن ابن خالك يقرأ عليك السلام ويقول لك يا أبا عبد الله كيف عرفتنا بالمدينة وأنكرتنا بالبصرة فقال:
  علقتهم أني خلقت عصبه ... قتادة تعلقت بنشبه
  لن أدعهم حتى أؤلف بينهم قال فأردت منه جوابا غير ذلك فقال لي ابنه عبد الله قل له بيننا وبينك دم خليفة ووصية خليفة واجتماع اثنين وانفراد واحد وأم مبرورة ومشاورة العشيرة قال فعلمت أنه ليس وراء هذا الكلام إلا الحرب فرجعت إلى علي # فأخبرته.