شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن الثاني

صفحة 164 - الجزء 17

  على مذهب أصحاب الاختيار أن يترك الإمامة ظاهرا وباطنا لعذر يعلمه من حال نفسه أو حال رعيته

الطعن الثاني

  قال قاضي القضاة بعد أن ذكر قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقد تقدم منا القول في ذلك في أول هذا الكتاب ومما طعنوا به على أبي بكر أنه قال عند موته ليتني كنت سألت رسول الله ÷ عن ثلاثة فذكر في أحدها ليتني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر حق قالوا وذلك يدل على شكه في صحة بيعته وربما قالوا قد روي أنه قال في مرضه ليتني كنت تركت بيت فاطمة لم أكشفه وليتني في ظلة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين فكان هو الأمير وكنت الوزير قالوا وذلك يدل على ما روي من إقدامه على بيت فاطمة # عند اجتماع علي # والزبير وغيرهما فيه ويدل على أنه كان يرى الفضل لغيره لا لنفسه.

  قال قاضي القضاة والجواب أن قوله ليتني لا يدل على الشك فيما تمناه وقول إبراهيم # {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}⁣[البقرة: ٢٦٠] أقوى من ذلك في الشبهة ثم حمل تمنيه على أنه أراد سماع شيء مفصل أو أراد ليتني سألته عند الموت لقرب العهد لأن ما قرب عهده لا ينسى ويكون أردع للأنصار على ما حاولوه ثم قال على أنه ليس في ظاهره أنه تمنى أن