شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن الرابع عشر

صفحة 226 - الجزء 17

  طلاع الأرض ملؤها ومنه قول عمر لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من هول المطلع.

  وآسى أحزن.

  وأكثرت تأليبكم تحريضكم وإغراءكم به والتأنيب أشد اللوم.

  وونيتم ضعفتم وفترتم وممالككم تزوى أي تقبض.

  ولا تثاقلوا بالتشديد أصله تتثاقلوا وتقروا بالخسف تعترفوا بالضيم وتصبروا له وتبوءوا بالذل ترجعوا به والأرق الذي لا ينام ومثل قوله # من نام لم ينم عنه قول الشاعر:

  لله درك ما أردت بثائر ... حران ليس عن الترات براقد

  أسهرته ثم اضطجعت ولم ينم ... حنقا عليك وكيف نوم الحاقد

  فأما الذي رضخت له على الإسلام الرضائخ فمعاوية والرضيخة شيء قليل يعطاه الإنسان يصانع به عن شيء يطلب منه كالأجر وذلك لأنه من المؤلفة قلوبهم الذين رغبوا في الإسلام والطاعة بجمال وشاء دفعت إليهم وهم قوم معروفون كمعاوية وأخيه يزيد وأبيهما أبي سفيان وحكيم بن حزام وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام بن المغيرة وحويطب بن عبد العزى والأخنس بن شريق وصفوان بن أمية وعمير بن وهب الجمحي وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس وعباس بن مرداس وغيرهم وكان إسلام هؤلاء للطمع والأغراض الدنياوية ولم يكن عن أصل ولا عن يقين وعلم.