شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الوليد بن عقبة

صفحة 227 - الجزء 17

  وقال الراوندي عنى بقوله رضخت لهم الرضائخ عمرو بن العاص وليس بصحيح لأن عمرا لم يسلم بعد الفتح وأصحاب الرضائخ كلهم أسلموا بعد الفتح صونعوا على الإسلام بغنائم حنين ولعمري إن إسلام عمرو كان مدخولا أيضا إلا أنه لم يكن عن رضيخة وإنما كان لمعنى آخر فأما الذي شرب الحرام وجلد في حد الإسلام فقد قال الراوندي هو المغيرة بن شعبة وأخطأ فيما قال لأن المغيرة إنما اتهم بالزنى ولم يحد ولم يجر للمغيرة ذكر في شرب الخمر وقد تقدم خبر المغيرة مستوفى وأيضا فإن المغيرة لم يشهد صفين مع معاوية ولا مع علي # وما للراوندي ولهذا إنما يعرف هذا الفن أربابه والذي عناه علي # الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان أشد الناس عليه وأبلغهم تحريضا لمعاوية وأهل الشام على حربه

أخبار الوليد بن عقبة

  ونحن نذكر خبر الوليد وشربه الخمر منقولا من كتاب الأغاني لأبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني قال أبو الفرج كان سبب إمارة الوليد بن عقبة الكوفة لعثمان ما حدثني به أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني عبد العزيز بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال لم يكن يجلس مع عثمان على سريره إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن حرب والحكم بن أبي العاص والوليد بن عقبة ولم يكن سريره يسع إلا عثمان وواحدا منهم فأقبل الوليد يوما فجلس فجاء الحكم بن أبي العاص فأومأ عثمان إلى الوليد فرحل له عن مجلسه فلما قام الحكم قال الوليد والله يا أمير المؤمنين لقد تلجلج في صدري بيتان قلتهما حين رأيتك آثرت ابن عمك على ابن أمك وكان الحكم عم عثمان والوليد أخاه