شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الوليد بن عقبة

صفحة 248 - الجزء 17

  خلطت ما رق ولطف من أخلاطه بما كثف وغلظ منها وهذا مثل ومعناه لتفسدن حالك ولتخلطن وليضربن ما هو الآن منتظم من أمرك.

  قوله وحتى تعجل عن قعدتك القعدة بالكسر هيئة القعود كالجلسة والركبة أي وليعجلنك الأمر عن هيئة قعودك يصف شدة الأمر وصعوبته.

  قوله وتحذر من أمامك كحذرك من خلفك يعني يأتيك من خلفك إن أقمت على منع الناس عن الحرب معنا ومعهم أهل البصرة وأهل المدينة فتكون كما قال الله تعالى {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}⁣[الأحزاب: ١٠].

  قوله وما هي بالهوينى التي ترجو الهوينى تصغير الهونى التي هي أنثى أهون أي ليست هذه الداهية والجائحة التي أذكرها لك بالشيء الهين الذي ترجو اندفاعه وسهولته.

  ثم قال بل هي الداهية الكبرى ستفعل لا محالة إن استمررت على ما أنت عليه وكنى عن قوله ستفعل لا محالة بقوله يركب جملها وما بعده وذلك لأنها إذا ركب جملها وذلل صعبها وسهل وعرها فقد فعلت أي لا تقل هذا أمر عظيم صعب المرام أي قصد الجيوش من كلا الجانبين الكوفة فإنه إن دام الأمر على ما أشرت إلى أهل الكوفة من التخاذل والجلوس في البيوت وقولك لهم كن عبد الله المقتول لنقعن بموجب ما ذكرته لك وليرتكبن أهل الحجاز وأهل البصرة هذا الأمر المستصعب لأنا نحن نطلب أن نملك الكوفة وأهل البصرة كذلك فيجتمع عليها الفريقان.

  ثم عاد إلى أمره بالخروج إليه فقال له فاعقل عقلك واملك أمرك وخذ نصيبك