شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

كتاب معاوية إلى علي

صفحة 253 - الجزء 17

  من المهاجرين والأنصار تحفهم سيوف شامية ورماح قحطانية حتى يحاكموك إلى الله فانظر لنفسك وللمسلمين وادفع إلي قتلة عثمان فإنهم خاصتك وخلصاؤك والمحدقون بك فإن أبيت إلا سلوك سبيل اللجاج والإصرار على الغي والضلال فاعلم أن هذه الآية إنما نزلت فيك وفي أهل العراق معك {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ١١٢}⁣[النحل: ١١٢].

  ثم نعود إلى تفسير ألفاظ الفصل ومعانيه قال # لعمري إنا كنا بيتا واحدا في الجاهلية لأنا بنو عبد مناف إلا أن الفرقة بيننا وبينكم حصلت منذ بعث الله محمدا ÷ فإنا آمنا وكفرتم ثم تأكدت الفرقة اليوم بأنا استقمنا على منهاج الحق وفتنتم.

  ثم قال وما أسلم من أسلم منكم إلا كرها كأبي سفيان وأولاده يزيد ومعاوية وغيرهم من بني عبد شمس.

  قال وبعد أن كان أنف الإسلام محاربا لرسول الله ÷ أي في أول الإسلام يقال كان ذلك في أنف دولة بني فلان أي في أولها وأنف كل شيء أوله وطرفه وكان أبو سفيان وأهله من بني عبد شمس أشد الناس على رسول الله ÷ في أول الهجرة إلى أن فتح مكة ثم أجابه عن قوله قتلت طلحة والزبير وشردت بعائشة ونزلت بين المصرين بكلام مختصر أعرض فيه عنه