شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الآيات والأخبار الواردة في ذم الرياء والشهرة

صفحة 181 - الجزء 2

  وقال محمد بن المبارك الصوري أظهر السمت بالليل فإنه أشرف من سمتك بالنهار فإن سمت النهار للمخلوقين وسمت الليل لرب العالمين.

  وقال إبراهيم بن أدهم ما صدق الله من أحب أن يشتهر.

  ومن الكلام المعزو إلى عيسى ابن مريم # إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته وليمسح شفتيه لئلا يعلم الناس أنه صائم وإذا أعطى بيمينه فليخف عن شماله وإذا صلى فليرخ ستر بابه فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق.

  ومن كلام بعض الصالحين آخر ما يخرج من رءوس الصديقين حب الرئاسة.

  وروى أنس بن مالك عن رسول الله ÷ أنه قال يحسب المرء من الشر إلا من عصمه الله من السوء أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

  وقال علي # تبذل لا تشتهر ولا ترفع شخصك لتذكر بعلم واسكت واصمت تسلم تسر الأبرار وتغيظ الفجار وكان خالد بن معدان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة.

  ورأى طلحة بن مصرف قوما يمشون معه نحو عشرة فقال فراش نار وذبان طمع.

  وقال سليمان بن حنظلة بينا نحن حوالي أبي بن كعب نمشي إذ رآه عمر فعلاه بالدرة وقال له انظر من حولك إن الذي أنت فيه ذلة للتابع فتنة للمتبوع.

  وخرج عبد الله بن مسعود من منزله فاتبعه قوم فالتفت إليهم وقال علام تتبعونني فو الله لو تعلمون مني ما أغلق عليه بابي لما تبعني منكم اثنان.

  وقال الحسن خفق النعال حول الرجال مما يثبت عليهم قلوب الحمقى.