شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في مدح الخمول والجنوح إلى العزلة

صفحة 183 - الجزء 2

  لو أقسم على الله لأبر قسمه.

  وفي رواية ابن مسعود رب ذي طمرين لا يؤبه له ولو سأل الجنة لأعطيها.

  وفي الحديث أيضا عنه ÷ ألا أدلكم على أهل الجنة كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أدلكم على أهل النار كل متكبر جواظ.

  وعنه ÷ أن أهل الجنة الشعث الغبر الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإذا خطبوا لم ينكحوا وإذا قالوا لم ينصت لهم حوائج أحدهم تتلجلج في صدره لو قسم نورهم يوم القيامة على الناس لوسعهم.

  وروي أن عمر دخل المسجد فإذا بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله ÷ فقال ما يبكيك قال سمعت رسول الله ÷ يقول إن اليسير من الرياء لشرك وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى ينجون من كل غبراء مظلمة.

  وقال ابن مسعود كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سرج الليل جدد القلوب خلقان الثياب تعرفون عند أهل السماء وتخفون عند أهل الأرض.

  وفي حديث أبي أمامة يرفعه قال الله تعالى إن أغبط أوليائي لعبد مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة وقد أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع.

  وفي الحديث السعيد من خمل صيته وقل تراثه وسهلت منيته وقلت بواكيه