شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

68 - ومن كتاب له # كتبه إلى سلمان الفارسي | قبل أيام خلافته

صفحة 36 - الجزء 18

  قال وقد ذكر ابن وهب وابن نافع أن سلمان لم يكن له بيت إنما كان يستظل بالجدر والشجر وأن رجلا قال له ألا أبني لك بيتا تسكن فيه قال لا حاجة لي في ذلك فما زال به الرجل حتى قال له أنا أعرف البيت الذي يوافقك قال فصفه لي قال أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه وإن أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار قال نعم فبنى له.

  قال أبو عمر وقد روي عن رسول الله ÷ من وجوه أنه قال لو كان الدين في الثريا لناله سلمان وفي رواية أخرى لناله رجل من فارس قال وقد روينا عن عائشة قالت كان لسلمان مجلس من رسول الله ÷ ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله ÷ قال وقد روي من حديث ابن بريدة عن أبيه أن رسول الله ÷ قال أمرني ربي بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم علي وأبو ذر والمقداد وسلمان قال وروى قتادة عن أبي هريرة قال سلمان صاحب الكتابين يعني الإنجيل والقرآن.

  وقد روى الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي # أنه سئل عن سلمان فقال علم العلم الأول والعلم الآخر ذاك بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت

  قال وفي رواية زاذان عن علي # سلمان الفارسي كلقمان الحكيم

  قال وقال فيه كعب الأحبار سلمان حشي علما وحكمة.