شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

68 - ومن كتاب له # كتبه إلى سلمان الفارسي | قبل أيام خلافته

صفحة 37 - الجزء 18

  قال وفي الحديث المروي أن أبا سفيان مر على سلمان وصهيب وبلال في نفر من المسلمين فقالوا ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها وأبو سفيان يسمع قولهم فقال لهم أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها وأتى النبي ÷ وأخبره فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله فأتاهم أبو بكر فقال أبو بكر يا إخوتاه لعلي أغضبتكم قالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك.

  قال وآخى رسول الله ÷ بينه وبين أبي الدرداء لما آخى بين المسلمين.

  قال ولسلمان فضائل جمة وأخبار حسان وتوفي في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين وقيل توفي في أول سنة ست وثلاثين وقال قوم توفي في خلافة عمر والأول أكثر.

  وأما حديث إسلام سلمان فقد ذكره كثير من المحدثين ورووه عنه قال كنت ابن دهقان قرية جي من أصبهان وبلغ من حب أبي لي أن حبسني في البيت كما تحبس الجارية فاجتهدت في المجوسية حتى صرت قطن بيت النار فأرسلني أبي يوما إلى ضيعة له فمررت بكنيسة النصارى فدخلت عليهم فأعجبتني صلاتهم فقلت دين هؤلاء خير من ديني فسألتهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام فهربت من والدي حتى قدمت الشام فدخلت على الأسقف فجعلت أخدمه وأتعلم منه حتى حضرته الوفاة فقلت إلى من توصي بي فقال قد هلك الناس وتركوا دينهم إلا رجلا بالموصل فالحق به فلما قضى نحبه لحقت بذلك الرجل