شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

68 - ومن كتاب له # كتبه إلى سلمان الفارسي | قبل أيام خلافته

صفحة 40 - الجزء 18

  ومر بعض الزهاد بباب دار وأهلها يبكون ميتا لهم فقال وا عجبا لقوم مسافرين يبكون مسافرا قد بلغ منزله.

  وكان يقال يا ابن آدم لا تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت ولا تفرح بموجود لا يتركه عليك الموت.

  لقي عالم من العلماء راهبا فقال أيها الراهب كيف ترى الدنيا قال تخلق الأبدان وتجدد الآمال وتباعد الأمنية وتقرب المنية قال فما حال أهلها قال من ظفر بها نصب ومن فاتته أسف قال فكيف الغنى عنها قال بقطع الرجاء منها قال فأي الأصحاب أبر وأوفى قال العمل الصالح قال فأيهم أضر وأنكى قال النفس والهوى قال فكيف المخرج قال في سلوك المنهج قال وبما ذا أسلكه قال بأن تخلع لباس الشهوات الفانية وتعمل للدار الباقية