شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر المنذر وأبيه الجارود

صفحة 59 - الجزء 18

  ثم أمره أن يقبل إليه وهذه كناية عن العزل.

  فأما الكلمات التي ذكرها الرضي عنه # في أمر المنذر فهي دالة على أنه نسبه إلى التيه والعجب فقال نظار في عطفيه أي جانبيه ينظر تارة هكذا وتارة هكذا ينظر لنفسه ويستحسن هيئته ولبسته وينظر هل عنده نقص في ذلك أو عيب فيستدركه بإزالته كما يفعل أرباب الزهو ومن يدعي لنفسه الحسن والملاحة.

  قال مختال في برديه يمشي الخيلاء عجبا قال محمد بن واسع لابن له وقد رآه يختال في برد له ادن فدنا فقال من أين جاءتك هذه الخيلاء ويلك أما أمك فأمة ابتعتها بمائتي درهم وأما أبوك فلا أكثر الله في الناس أمثاله.

  قوله تفال في شراكيه الشراك السير الذي يكون في النعل على ظهر القدم.

  والتفل بالسكون مصدر تفل أي بصق والتفل محركا البصاق نفسه وإنما يفعله المعجب والتائه في شراكيه ليذهب عنهما الغبار والوسخ يتفل فيهما ويمسحهما ليعودا كالجديدين