شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

72 - ومن كتاب له # إلى عبد الله بن العباس ¥

صفحة 60 - الجزء 18

٧٢ - ومن كتاب له # إلى عبد الله بن العباس ¥

  أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ لَسْتُ بِسَابِقٍ أَجَلَكَ وَلاَ مَرْزُوقٍ مَا لَيْسَ لَكَ وَاِعْلَمْ بِأَنَّ اَلدَّهْرَ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَيَوْمٌ عَلَيْكَ وَأَنَّ اَلدُّنْيَا دَارُ دُوَلٍ فَمَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ قد تقدم شرح مثل هذا الكلام وهذا معنى مطروق قد قال الناس فيه فأكثروا قال الشاعر:

  قد يرزق العاجز الضعيف وما ... شد بكور رحلا ولا قتبا

  ويحرم المرء ذو الجلادة والرأي ... ومن لا يزال مغتربا

  ومن جيد ما قيل في هذا المعنى قول أبي يعقوب الخريمي:

  هل الدهر إلا صرفه ونوائبه ... وسراء عيش زائل ومصائبه

  يقول الفتى ثمرت مالي وإنما ... لوارثه ما ثمر المال كاسبه