شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

73 - ومن كتاب له # إلى معاوية

صفحة 62 - الجزء 18

٧٣ - ومن كتاب له # إلى معاوية

  أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي عَلَى اَلتَّرَدُّدِ فِي جَوَابِكَ وَاَلاِسْتِمَاعِ إِلَى كِتَابِكَ لَمُوَهِّنٌ رَأْيِي وَمُخَطِّئٌ فِرَاسَتِي وَإِنَّكَ إِذْ تُحَاوِلُنِي اَلْأُمُورَ وَتُرَاجِعُنِي اَلسُّطُورَ كَالْمُسْتَثْقِلِ اَلنَّائِمِ تَكْذِبُهُ أَحْلاَمُهُ وَاَلْمُتَحَيِّرِ اَلْقَائِمِ يَبْهَظُهُ مَقَامُهُ لاَ يَدْرِي أَ لَهُ مَا يَأْتِي أَمْ عَلَيْهِ وَلَسْتَ بِهِ غَيْرَ أَنَّهُ بِكَ شَبِيهٌ وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَوْ لاَ بَعْضُ اَلاِسْتِبْقَاءِ لَوَصَلَتْ مِنِّي إِلَيْكَ إِلَيْكَ مِنِّي قَوَارِعُ تَقْرَعُ اَلْعَظْمَ وَتَنْهَسُ تَهْلِسُ اَللَّحْمَ وَاِعْلَمْ أَنَّ اَلشَّيْطَانَ قَدْ ثَبَّطَكَ عَنْ أَنْ تُرَاجِعَ أَحْسَنَ أُمُورِكَ وَتَأْذَنَ لِمَقَالِ نَصِيحِكَ نَصِيحَتِكَ وَاَلسَّلاَمُ لِأَهْلِهِ روي نوازع جمع نازعة أي جاذبة قالعة وروي تهلس اللحم وتلهس بتقديم اللام وتهلس بكسر اللام تذيبه حتى يصير كبدن به الهلاس وهو السل وأما تلهس فهو بمعنى تلحس أبدلت الحاء هاء وهو عن لحست كذا بلساني بالكسر ألحسه أي تأتي على اللحم حتى تلحسه لحسا لأن الشيء إنما يلحس إذا ذهب وبقي أثره وأما ينهس وهي الرواية المشهورة فمعناه يعترق.