شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك

صفحة 143 - الجزء 18

  وَ مَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ اَلْحَسَنَةُ وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ اَلسَّيِّئَةُ وَسَكِرَ سُكْرَ اَلضَّلاَلَةِ وَمَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ عَلَيْهِ طُرُقُهُ وَأَعْضَلَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ وَضَاقَ عَلَيْهِ مَخْرَجُهُ وَاَلشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى اَلتَّمَارِي وَاَلْهَوْلِ وَاَلتَّرَدُّدِ وَاَلاِسْتِسْلاَمِ فَمَنْ جَعَلَ اَلْمِرَاءَ دَيْدَناً لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ وَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَمَنْ تَرَدَّدَ فِي اَلرَّيْبِ وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ اَلشَّيَاطِينِ وَمَنِ اِسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ اَلدُّنْيَا وَاَلآْخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا قال الرضي ¦ وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الإطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب من هذا الفصل أخذت الصوفية وأصحاب الطريقة والحقيقة كثيرا من فنونهم في علومهم ومن تأمل كلام سهل بن عبد الله التستري وكلام الجنيد والسري وغيرهم رأى هذه الكلمات في فرش كلامهم تلوح كالكواكب الزاهرة وكل المقامات والأحوال المذكورة في هذا الفصل قد تقدم قولنا فيها

نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك

  ونذكر هاهنا الصدق في المواطن وبين يدي الملوك ومن يغضب لله وينهى عن المنكر ويقوم بالحق ولا يبالي بالسلطان ولا يراقبه.