شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فى مجلس قتيبة بن مسلم الباهلى

صفحة 156 - الجزء 18

  ٣٧ - وَقَالَ # وَقَدْ لَقِيَهُ عِنْدَ مَسِيرِهِ إِلَى اَلشَّامِ دَهَاقِينُ اَلْأَنْبَارِ فَتَرَجَّلُوا لَهُ وَاِشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا اَلَّذِي صَنَعْتُمُوهُ فَقَالُوا خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا فَقَالَ وَاَللَّهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُمْ وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ وَتَشْقَوْنَ بِهِ فِي أُخْرَاكُمْ آخِرَتِكُمْ وَمَا أَخْسَرَ اَلْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا اَلْعِقَابُ وَأَرْبَحَ اَلدَّعَةَ مَعَهَا اَلْأَمَانُ مِنَ اَلنَّارِ اشتدوا بين يديه أسرعوا شيئا فنهاهم عن ذلك وقال إنكم تشقون به على أنفسكم لما فيه من تعب الأبدان وتشقون به في آخرتكم تخضعون للولاة كما زعمتم أنه خلق وعادة لكم خضوعا تطلبون به الدنيا والمنافع العاجلة فيها وكل خضوع وتذلل لغير الله فهو معصية.

  ثم ذكر أن الخسران المبين مشقة عاجلة يتبعها عقاب الآخرة والربح البين دعة عاجلة يتبعها الأمان من النار