فى مجلس قتيبة بن مسلم الباهلى
  ٣٨ - وَقَالَ # لاِبْنِهِ اَلْحَسَنِ # يَا بُنَيَّ اِحْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وَأَرْبَعاً لاَ يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ إِنَّ أَغْنَى اَلْغِنَى اَلْعَقْلُ وَأَكْبَرَ اَلْفَقْرِ اَلْحُمْقُ وَأَوْحَشَ اَلْوَحْشَةِ اَلْعُجْبُ وَأَكْرَمَ اَلْحَسَبِ حُسْنُ اَلْخُلُقِ يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ اَلْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ اَلْبَخِيلِ فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ اَلْفَاجِرِ فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ اَلْكَذَّابِ فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ اَلْبَعِيدَ وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ اَلْقَرِيبَ هذا الفصل يتضمن ذكر العقل والحمق والعجب وحسن الخلق والبخل والفجور والكذب وقد تقدم كلامنا في هذه الخصال أجمع وقد أخذت قوله # إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك فقلت في أبيات لي:
  حياتك لا تصحبن الجهول ... فلا خير في صحبة الأخرق
  يظن أخو الجهل أن الضلال ... عين الرشاد فلا يتقي
  ويكسب صاحبه حمقه ... فيسرق منه ولا يسرق
  وأقسم أن العدو اللبيب ... خير من المشفق الأحمق