شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال وحكايات حول الحمقى

صفحة 161 - الجزء 18

  {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}⁣[يوسف: ١٨] فقيل له أي الطعام تشتهي قال الدباء بالزيت فقال هشام إن صاحبكم قد كمل.

  وسمع عمر بن عبد العزيز رجلا ينادي آخر يا أبا العمرين فقال لو كان له عقل لكفاه أحدهما وأرسل ابن لعجل بن لجيم فرسا له في حلبة فجاء سابقا فقيل له سمه باسم يعرف به فقام ففقأ عينه وقال قد سميته الأعور فقال شاعر يهجوه:

  رمتني بنو عجل بداء أبيهم ... وأي عباد الله أنوك من عجل

  أليس أبوهم عار عين جواده ... فأضحت به الأمثال تضرب بالجهل

  وقال أبو كعب القاص في قصصه إن النبي ÷ قال في كبد حمزة ما علمتم فادعوا الله أن يطعمنا من كبد حمزة.

  وقال مرة في قصصه اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا فقيل له إن يوسف لم يأكله الذئب فقال فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف.

  ودخل كعب البقر الهاشمي على محمد بن عبد الله بن طاهر يعزيه في أخيه فقال له أعظم الله مصيبة الأمير فقال الأمير أما فيك فقد فعل والله لقد هممت أن أحلق لحيتك فقال إنما هي لحية الله ولحية الأمير فليفعل ما أحب.

  وكان عامر بن كريز أبو عبد الله بن عامر من حمقى قريش نظر إلى عبد الله وهو يخطب والناس يستحسنون كلامه فقال لإنسان إلى جانبه أنا أخرجته من هذا وأشار إلى متاعه.