شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مناقب علي وذكر طرف من أخباره في عدله وزهده

صفحة 200 - الجزء 2

  رغيف فقال اكسروه سبع كسر وضعوا على كل جزء كسرة ثم قال:

  هذا جناي وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه

  ثم أقرع عليها ودفعها إلى رءوس الأسباع فجعل كل رجل منهم يدعو قومه فيحملون الجواليق.

  وروى مجمع عن أبي رجاء قال أخرج علي # سيفا إلى السوق فقال من يشتري مني هذا فو الذي نفس علي بيده لو كان عندي ثمن إزار ما بعته فقلت له أنا أبيعك إزارا وأنسئك ثمنه إلى عطائك فدفعت إليه إزارا إلى عطائه فلما قبض عطاءه دفع إلي ثمن الإزار.

  وروى هارون بن سعيد قال قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعلي # يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونة أو نفقة فو الله ما لي نفقة إلا أن أبيع دابتي فقال لا والله ما أجد لك شيئا إلا أن تأمر عمك أن يسرق فيعطيك.

  وروى بكر بن عيسى قال كان علي # يقول يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن فكانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع وكان يطعم الناس منها الخبز واللحم ويأكل هو الثريد بالزيت.

  وروى أبو إسحاق الهمداني أن امرأتين أتتا عليا # إحداهما من العرب والأخرى من الموالي فسألتاه فدفع إليهما دراهم وطعاما بالسواء فقالت إحداهما