شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

محنة المقفع

صفحة 282 - الجزء 18

  ١١٣ - وَقَالَ # هَلَكَ فِيَّ رَجُلاَنِ مُحِبٌّ غَالٍ وَمُبْغِضٌ قَالٍ قد تقدم القول في مثل هذا وقد قال رسول الله ÷ والله لو لا أني أشفق أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بأحد من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة.

  ومع كونه ÷ لم يقل فيه ذلك المقال فقد غلت فيه غلاة كثيرة العدد منتشرة في الدنيا يعتقدون فيه ما يعتقد النصارى في ابن مريم وأشنع من ذلك الاعتقاد.

  فأما المبغض القالي فقد رأينا من يبغضه ولكن ما رأينا من يلعنه ويصرح بالبراءة منه ويقال إن في عمان وما والاها من صحار وما يجري مجراها قوما يعتقدون فيه ما كانت الخوارج تعتقده فيه وأنا أبرأ إلى الله منهما