شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم

صفحة 285 - الجزء 18

  ١١٦ - وَقَالَ #: وَقَدْ سُئِلَ عَنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ أَمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ تُحِبُّ نُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ وَاَلنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ وَأَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ فَأَبْعَدُهَا رَأْياً وَأَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا وَأَمَّا نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا وَأَسْمَحُ عِنْدَ اَلْمَوْتِ بِنُفُوسِنَا وَهُمْ أَكْثَرُ وَأَمْكَرُ وَأَنْكَرُ وَنَحْنُ أَفْصَحُ وَأَنْصَحُ وَأَصْبَحُ

فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم

  قد تقدم القول في مفاخرة هاشم وعبد شمس فأما بنو مخزوم فإنهم بعد هذين البيتين أفخر قريش وأعظمها شرفا.

  قال شيخنا أبو عثمان حظيت مخزوم بالأشعار فانتشر لهم صيت عظيم بها واتفق لهم فيها ما لم يتفق لأحد وذلك أنه يضرب بهم المثل في العز والمنعة والجود والشرف وأوضعوا في كل غاية فمن ذلك قول سيحان الجسري حليف بني أمية في كلمة له وحين يناغي الركب موت هشام فدل ذلك على أن ما تقوله مخزوم في التاريخ حق وذلك أنهم قالوا كانت قريش وكنانة ومن والاهم من الناس يؤرخون بثلاثة أشياء كانوا يقولون كان ذلك زمن