شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات

صفحة 7 - الجزء 19

   الحمد لله الواحد العدل

  ١٨٦ - وَقَالَ # إِنَّمَا اَلْمَرْءُ فِي اَلدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ فِيهِ اَلْمَنَايَا وَنَهْبٌ تُبَادِرُهُ اَلْمَصَائِبُ وَمَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ وَفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ وَلاَ يَنَالُ اَلْعَبْدُ نِعْمَةً إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرَى وَلاَ يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ فَنَحْنُ أَعْوَانُ اَلْمَنُونِ وَأَنْفُسُنَا نَصْبُ اَلْحُتُوفِ فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُو اَلْبَقَاءَ وَهَذَا اَللَّيْلُ وَاَلنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا منْ شَيْ ءٍ شَرَفاً إِلاَّ أَسْرَعَا اَلْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا وَتَفْرِيقِ مَا جَمَعَا قد سبق ذرء من هذا الكلام في أثناء خطبته # وقد ذكرنا نحن أشياء كثيرة في الدنيا وتقلبها بأهلها.

  ومن كلام بعض الحكماء طوبى للهارب من زخارف الدنيا والصاد عن زهرة دمنتها والخائف عند أمانها والمتهم لضمانها والباكي عند ضحكها إليه والمتواضع عند إعزازها له والناظر بعين عقله إلى فضائحها والمتأمل لقبح مصارعها والتارك