شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ما جرى بين يحيى بن عبد الله وبين ابن المصعب عند الرشيد

صفحة 116 - الجزء 19

  ٢٦٦ - ومنه: كُنَّا إِذَا اِحْمَرَّ اَلْبَأْسُ اِتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اَللَّهِ ÷ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى اَلْعَدُوِّ مِنْهُ قال معنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو واشتد عضاض الحرب فزع المسلمون إلى قتال رسول الله ÷ بنفسه فينزل الله تعالى النصر عليهم به ويأمنون ما كانوا يخافونه بمكانه.

  وقوله إذا احمر البأس كناية عن اشتداد الأمر وقد قيل في ذلك أقوال أحسنها أنه شبه حمي الحرب بالنار التي تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ومما يقوي ذلك قول الرسول ÷ وقد رأى مجتلد الناس يوم حنين وهي حرب هوازن الآن حمي الوطيس والوطيس مستوقد النار فشبه رسول الله ÷ ما استحر من جلاد القوم باحتدام النار وشدة التهابها الجيد في تفسير هذا اللفظ أن يقال البأس الحرب نفسها قال الله تعالى {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}⁣[البقرة: ١٧٧] وفي الكلام حذف مضاف تقديره