نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة
  وقوله جبار القلوب على فطراتها من قولك جبرت العظم فجبر إذا كان مكسورا فلأمته وأقمته كأنه أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته والإقرار به شقيها وسعيدها قال ولم أجعل إجبارا هاهنا من أجبرت فلانا على الأمر إذا أدخلته فيه كرها وقسرته لأنه لا يقال من أفعل فعال لا أعلم ذلك إلا أن بعض القراء قرأ {أهديكم سبيل الرشاد} بتشديد الشين وقال الرشاد الله فهذا فعال من أفعل وهي قراءة شاذة غير مستعملة فأما قول الله ø {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ}[ق: ٤٥] فإنه أراد وما أنت عليهم بمسلط تسليط الملوك والجبابرة الملوك واعتبار ذلك قوله {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ٢٢}[الغاشية: ٢٢] أي بمتسلط تسلط الملوك فإن كان يجوز أن يقال من أجبرت فلانا على الأمر أنا جبار له وكان هذا محفوظا فقد يجوز أن يجعل قول علي # جبار القلوب من ذلك وهو أحسن في المعنى.
  وقوله الدامغ جيشات الأباطيل أي مهلك ما نجم وارتفع من الأباطيل وأصل الدمغ من الدماغ كأنه الذي يضرب وسط الرأس فيدمغه أي يصيب الدماغ منه ومنه قول الله ø {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ}[الأنبياء: ١٨] أي يبطله والدماغ مقتل فإذا أصيب هلك صاحبه.
  وجيشات مأخوذ من جاش الشيء أي ارتفع وجاش الماء إذا طمى وجاشت النفس.
  وقوله كما حمل فاضطلع افتعل من الضلاعة وهي القوة.