شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف

صفحة 145 - الجزء 19

  ٢٦٧ - وَقَالَ # لَمَّا بَلَغَهُ إِغَارَةُ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى اَلْأَنْبَارِ فَخَرَجَ بِنَفْسِهِ مَاشِياً حَتَّى أَتَى اَلنُّخَيْلَةَ وَأَدْرَكَهُ اَلنَّاسُ وَقَالُوا يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ فَقَالَ # وَاَللَّهِ مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ إِنْ كَانَتِ اَلرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو حَيْفَ رُعَاتِهَا وَإِنَّنِي فَإِنِّي اَلْيَوْمَ لَأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي كَأَنَّنِي اَلْمَقُودُ وَهُمُ اَلْقَادَةُ أَوِ اَلْمَوْزُوعُ وَهُمُ اَلْوَزَعَةُ قال فلما قال هذا القول في كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما {إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي}⁣[المائدة: ٢٥] فمرنا بأمرك يا أمير المؤمنين ننفذ فقال وأين تقعان مما أريد السنن الطريقة يقال تنح عن السنن أي عن وجه الطريق والنخيلة بظاهر الكوفة وروي ما تكفوني بحذف النون والحيف الظلم والوزعة جمع وازع وهو الدافع الكاف.

  ومعنى قوله ما تكفونني أنفسكم أي أفعالكم رديئة قبيحة تحتاج إلى جند غيركم