شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في السلطان

صفحة 149 - الجزء 19

  ٢٦٩ - وَقَالَ # صَاحِبُ اَلسُّلْطَانِ كَرَاكِبِ اَلْأَسَدِ يُغْبَطُ بِمَوْقِعِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ

نبذ مما قيل في السلطان

  قد جاء في صحبة السلطان أمثال حكمية مستحسنة تناسب هذا المعنى أو تجري مجراه في شرح حال السلطان نحو قولهم صاحب السلطان كراكب الأسد يهابه الناس وهو لمركوبه أهيب.

  وكان يقال إذا صحبت السلطان فلتكن مداراتك له مداراة المرأة القبيحة لبعلها المبغض لها فإنها لا تدع التصنع له على حال.

  قيل للعتابي لم لا تقصد الأمير قال لأني أراه يعطي واحدا لغير حسنة ولا يد ويقتل آخر بلا سيئة ولا ذنب ولست أدري أي الرجلين أكون ولا أرجو منه مقدار ما أخاطر به.

  وكان يقال العاقل من طلب السلامة من عمل السلطان لأنه إن عف جنى عليه العفاف عداوة الخاصة وإن بسط يده جنى عليه البسط ألسنة الرعية.

  وكان سعيد بن حميد يقول عمل السلطان كالحمام الخارج يؤثر الدخول والداخل يؤثر الخروج.

  ابن المقفع إقبال السلطان على أصحابه تعب وإعراضه عنهم مذلة.