شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في السلطان

صفحة 154 - الجزء 19

  ٢٧٢ - وَقَالَ # حِينَ سَأَلَهُ رَجُلٌ أَنْ يُعَرِّفَهُ مَا اَلْإِيمَانُ فَقَالَ # إِذَا كَانَ غَدٌ فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ اَلنَّاسِ فَإِنْ نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ فَإِنَّ اَلْكَلاَمَ كَالشَّارِدَةِ يَنْقُفُهَا يَثْقَفُهَا هَذَا وَيُخْطِئُهَا هَذَا قال وقد ذكرنا ما أجابه به # فيما تقدم من هذا الباب وهو قوله الإيمان على أربع شعب يقول إذ كان غد فأتني فتكون كان هاهنا تامة أي إذا حدث ووجد وتقول إذا كان غدا فأتني فيكون النصب باعتبار آخر أي إذا كان الزمان غدا أي موصوفا بأنه من الغد ومن النحويين من يقدره إذا كان الكون غدا لأن الفعل يدل على المصدر والكون هو التجدد والحدوث.

  وقائل هذا القول يرجحه على القول الآخر لأن الفاعل عندهم لا يحذف إلا إذا كان في الكلام دليل عليه.

  ويثقفها يجدها ثقفت كذا بالكسر أي وجدته وصادفته والشاردة الضالة