شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من الأقوال الحكمية في حمد القناعة وقلة الأكل

صفحة 184 - الجزء 19

  وإن أمكن تأويلها على لين كلامه وسماحة أخلاقه إلا أنها غير لائقة به #.

  وقال قوم هو أبو ذر الغفاري واستبعده قوم لقوله فإن جاء الجد فهو ليث عاد وصل واد فإن أبا ذر لم يكن من الموصوفين بالشجاعة والمعروفين بالبسالة.

  وقال قوم هو المقداد بن عمرو المعروف بالمقداد بن الأسود وكان من شيعة علي # المخلصين وكان شجاعا مجاهدا حسن الطريقة وقد ورد في فضله حديث صحيح مرفوع.

  وقال قوم أنه ليس بإشارة إلى أخ معين ولكنه كلام خارج مخرج المثل وعادة العرب جارية بمثل ذلك مثل قولهم في الشعر فقلت لصاحبي ويا صاحبي وهذا عندي أقوى الوجوه

نبذ من الأقوال الحكمية في حمد القناعة وقلة الأكل

  وقد مضى القول في صغر الدنيا في عين أهل التحقيق فأما سلطان البطن ومدح الإنسان بأنه لا يكثر من الأكل إذا وجد أكلا ولا يشتهي من الأكل ما لا يجده فقد قال الناس فيه فأكثروا.

  قال أعشى باهلة يرثي المنتشر بن وهب:

  طاوي المصير على العزاء منصلت ... بالقوم ليلة لا ماء ولا شجر

  تكفيه فلذة لحم إن ألم بها ... من الشواء ويروي شربه الغمر

  ولا يباري لما في القدر يرقبه ... ولا تراه أمام القوم يفتقر