شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها

صفحة 338 - الجزء 19

  ٣٩٦ - وَقَالَ # لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَسَاعَةٌ يَرُمُّ فِيهَا مَعَايِشَهُ مَعَاشَهُ وَسَاعَةٌ يُخَلِّي فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ تقدير الكلام ينبغي أن يكون زمان العاقل مقسوما ثلاثة أقسام.

  ويرم معاشه يصلحه وشاخصا راحلا وخطوة في معاد يعني في عمل المعاد وهو العبادة والطاعة.

  وكان شيخنا أبو علي | يقسم زمانه على ما أصف لك كان يصلي الصبح والكواكب طالعة ويجلس في محرابه للذكر والتسبيح إلى بعد طلوع الشمس بقليل ثم يتكلم مع التلامذة وطلبة العلم إلى ارتفاع النهار ثم يقوم فيصلي الضحى ثم يجلس فيتمم البحث مع التلامذة إلى أن يؤذن للظهر فيصليها بنوافلها ثم يدخل إلى أهله فيصلح شأنه ويقضي حوائجه ثم يخرج للعصر فيصليها بنوافلها ويجلس مع التلامذة إلى المغرب فيصليها ويصلي العشاء ثم يشتغل بالقرآن إلى ثلث الليل ثم ينام الثلث الأوسط ثم يقعد فيصلي الثلث الأخير كله إلى الصبح