شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال في العين والسحر والفأل والعدوى والطيرة

صفحة 376 - الجزء 19

  فلم أتطير ومضيت لوجهي فلقيني رجل قبيح الوجه به ما شئت من عاهة فلم أتطير وتقدمت فلاحت لي أكمة فسمعت منها صائحا

  والشر يلقى مطالع الأكم

  فلم أكترث ولا انثنيت وعلوتها فوجدت ناقتي قد تفاجت للولادة فنتجتها وعدت إلى منزلي بها ومعها ولدها.

  وقيل لعلي # لا تحاربهم اليوم فإن القمر في العقرب فقال قمرنا أم قمرهم

  وروي عنه # أنه كان يكره أن يسافر أو يتزوج في محاق الشهر وإذا كان القمر في العقرب وروي أن ابن عباس قال على منبر البصرة إن الكلاب من الحن وإن الحن من ضعفاء الجن فإذ غشيكم منهم شيء فألقوا إليه شيئا أو اطردوه فإن لها أنفس سوء.

  وقال أبو عثمان الجاحظ كان علماء الفرس والهند وأطباء اليونانيين ودهاة العرب وأهل التجربة من نازلة الأمصار وحذاق المتكلمين يكرهون الأكل بين يدي السباع يخافون عيونها للذي فيها من النهم والشره ولما ينحل عند ذلك من أجوافها من البخار الرديء وينفصل من عيونها مما إذا خالط الإنسان نقض بنية قلبه وأفسده وكانوا يكرهون قيام الخدم بالمذاب والأشربة على رءوسهم خوفا من أعينهم وشدة ملاحظتهم إياهم وكانوا يأمرون بإشباعهم قبل أن يأكلوا وكانوا يقولون في الكلب والسنور إما أن يطرد أو يشغل بما يطرح له.