نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها
  ومن رقاهم للحب هوابه هوابه البرق والسحابه أخذته بمركن فحبه تمكن أخذته بإبره فلا يزل في عبره خليته بإشفى فقلبه لا يهدا خليته بمبرد فقلبه لا يبرد وترقي الفارك زوجها إذا سافر عنها فتقول بأفول القمر وظل الشجر شمال تشمله ودبوره تدبره ونكباء تنكبه شيك فلا انتعش ثم ترمي في أثره بحصاة ونواة وروثة وبعرة وتقول حصاة حصت أثره نواة أنأت داره روثة راث خبره لقعته ببعرة وقالت فارك في زوجها:
  أتبعته إذ رحل العيس ضحى ... بعد النواة روثة حيث انتوى
  الروث للرثى وللنأي النوى
  وقال آخر:
  رمت خلفه لما رأت وشك بينه ... نواة تلتها روثة وحصاة
  وقالت نأت منك الديار فلا دنت ... وراثت بك الأخبار والرجعات
  وحصت لك الآثار بعد ظهورها ... ولا فارق الترحال منك شتات
  وقال آخر يخاطب امرأته:
  لا تقذفي خلفي إذا الركب اغتدى ... روثة عير وحصاة ونوى
  لن يدفع المقدار أسباب الرقى ... ولا التهاويل على جن الفلا
  هذا الرجز أورده الخالع في هذا المعرض وهو بأن يدل على عكس هذا المعنى أولى لأن قوله لن يدفع المقدار بالرقى ولا بالتهاويل على الجن كلام يشعر بأن قذف الحصاة والنواة خلفه كالعوذة له لا كما تفعله الفارك التي تتمنى الفراق.