نكت في مدح العقل وما قيل فيه
  منك على المعصية بما تركته له من المال وكلا الأمرين مذموم وإنما قال له فارج لمن مضى رحمة الله ولمن بقي رزق الله لأنه قال في أول الكلام قد كان لهذا المال أهل قبلك وهو صائر إلى أهل بعدك.
  والكلام في ذم الادخار والجمع كثير وللشعراء فيه مذاهب واسعة ومعان حسنة وقال بعضهم:
  يا جامعا مانعا والدهر يرمقه ... مدبرا أي باب عنه يغلقه
  وناسيا كيف تأتيه منيته ... أغاديا أم بها يسري فتطرقه
  جمعت مالا فقل لي هل جمعت له ... يا جامع المال أياما تفرقه
  المال عندك مخزون لوارثه ... ما المال مالك إلا يوم تنفقه
  أرفه ببال فتى يغدو على ثقة ... أن الذي قسم الأرزاق يرزقه
  فالعرض منه مصون لا يدنسه ... والوجه منه جديد ليس يخلقه
  إن القناعة من يحلل بساحتها ... لم يلق في ظلها هما يؤرقه