شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عبد الله بن الزبير وذكر طرف من أخباره

صفحة 148 - الجزء 20

  وروى المسعودي عن سعيد بن جبير أن ابن عباس دخل على ابن الزبير فقال له ابن الزبير إلام تؤنبني وتعنفني

  قال ابن عباس إني سمعت رسول الله ÷ يقول بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره وأنت ذلك الرجل فقال ابن الزبير والله إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة وتشاجرا فخرج ابن عباس من مكة خوفا على نفسه فأقام بالطائف حتى مات.

  وروى أبو الفرج الأصفهاني قال أتى فضالة بن شريك الوالبي ثم الأسدي من بني أسد بن خزيمة عبد الله بن الزبير فقال نفدت نفقتي ونقبت ناقتي فقال أحضرنيها فأحضرها فقال أقبل بها أدبر بها ففعل فقال ارقعها بسبت واخصفها بهلب وأنجد بها يبرد خفها وسر البردين تصح فقال فضالة إني أتيتك مستحملا ولم آتك مستوصفا فلعن الله ناقة حملتني إليك فقال إن وراكبها فقال فضالة:

  أقول لغلمة شدوا ركابي ... أجاوز بطن مكة في سواد

  فما لي حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهلية من معاد

  سيبعد بيننا نص المطايا ... وتعليق الأداوي والمزاد

  وكل معبد قد أعلمته ... مناسمهن طلاع النجاد