شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الفخر وما قيل في النهي عنه

صفحة 150 - الجزء 20

  ٤٦٢ - وَقَالَ #: مَا لاِبْنِ آدَمَ وَاَلْفَخْرِ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَآخِرُهُ جِيفَةٌ وَلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَلاَ يَدْفَعُ حَتْفَهُ قد تقدم كلامنا في الفخر وذكرنا الشعر الذي أخذ من هذا الكلام وهو قول القائل:

  ما بال من أوله نطفة ... وجيفة آخره يفخر

  يصبح ما يملك تقديم ما ... يرجو ولا تأخير ما يحذر

فصل في الفخر وما قيل في النهي عنه

  وقال بعض الحكماء الفخر هو المباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان وذلك نهاية الحمق لمن نظر بعين عقله وانحسر عنه قناع جهله فأعراض الدنيا عارية مستردة لا يؤمن في كل ساعة أن ترتجع والمباهي بها مباه بما في غير ذاته.

  وقد قال لبعض من فخر بثروته ووفره إن افتخرت بفرسك فالحسن والفراهة له دونك وإن افتخرت بثيابك وآلاتك فالجمال لهما دونك وإن افتخرت بآبائك