شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اختلاف العلماء في تفضيل بعض الشعراء على بعض

صفحة 159 - الجزء 20

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري وحبيب بن نصر قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أبو نعيم قال شريك عن مجالد عن الشعبي عن ربعي بن حراش قال قال لنا عمر يا معشر غطفان من الذي يقول:

  أتيتك عاريا خلقا ثيابي ... على خوف تظن بي الظنون

  قلنا النابغة قال ذاك أشعر شعرائكم.

  قلت قوله أشعر شعرائكم لا يدل على أنه أشعر العرب لأنه جعله أشعر شعراء غطفان فليس كقوله في زهير شاعر الشعراء ولكن أبا الفرج قد روى بعد هذا خبرا آخر صريحا في أن النابغة عند عمر أشعر العرب قال حدثني أحمد وحبيب عن عمر بن شبة قال حدثنا عبيد بن جناد قال حدثنا معن بن عبد الرحمن عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن جده عن الشعبي قال قال عمر يوما من أشعر الشعراء فقيل له أنت أعلم يا أمير المؤمنين قال من الذي يقول:

  إلا سليمان إذ قال المليك له ... قم في البرية فاحددها عن الفند

  وخيس الجن إني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد

  قالوا النابغة قال فمن الذي يقول:

  أتيتك عاريا خلقا ثيابي ... على خوف تظن بي الظنون

  قالوا النابغة قال فمن الذي يقول:

  حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب

  لئن كنت قد بلغت عني خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب