40 - ومن كلام له # للخوارج لما سمع قولهم لا حكم إلا لله
  فإن قيل فسروا لنا ألفاظ أمير المؤمنين # قيل إن الألفاظ كلها ترجع إلى إمرة الفاجر.
  قال يعمل فيها المؤمن أي ليست بمانعة للمؤمن من العمل لأنه يمكنه أن يصلي ويصوم ويتصدق وإن كان الأمير فاجرا في نفسه.
  ثم قال ويستمتع فيها الكافر أي يتمتع بمدته كما قال سبحانه للكافرين {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ٣٠}[إبراهيم: ٣٠].
  ويبلغ الله فيها الأجل لأن إمارة الفاجر كإمارة البر في أن المدة المضروبة فيها تنتهي إلى الأجل المؤقت للإنسان.
  ثم قال ويجمع به الفيء ويقاتل به العدو وتأمن به السبل ويؤخذ به للضعيف من القوي وهذا كله يمكن حصوله في إمارة الفاجر القوي في نفسه
  وقد قال رسول الله ÷ إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وقد اتفقت المعتزلة على أن أمراء بني أمية كانوا فجارا عدا عثمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد وكان الفيء يجمع بهم والبلاد تفتح في أيامهم والثغور الإسلامية محصنة محوطة والسبل آمنة والضعيف منصور على القوي الظالم وما ضر فجورهم شيئا في هذه الأمور ثم قال # فتكون هذه الأمور حاصلة إلى أن يستريح بر بموته أو يستراح من فاجر بموته أو عزله.
  فأما الرواية الثانية فإنه قد جعل التقي يعمل فيها للإمرة البرة خاصة.
  وباقي الكلام غني عن الشرح