دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه
  يدعوه إلى البيعة والطاعة، وكتب جرير بن عبد الله البجلي إلى الأشعث يحضه على طاعة أمير المؤمنين # وقبول كتابه أما بعد، فإني أتتني بيعة علي فقبلتها، ولم أجد إلى دفعها سبيلا؛ لأني نظرت فيما غاب عني من أمر عثمان، فلم أجده يلزمني وقد شهد المهاجرون والأنصار، فكان أوفق أمرهم فيه الوقوف فأقبل بيعته، فإنك لا تنقلب إلى خير منه واعلم أن بيعة علي خير من مصارع أهل البصرة والسلام.
  قال نصر: فقبل الأشعث البيعة وسمع وأطاع، وأقبل جرير سائرا من ثغر همذان حتى ورد علي # الكوفة فبايعه، ودخل فيما دخل فيه الناس من طاعته ولزوم أمره.
دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه
  قال نصر: فلما أراد علي # أن يبعث إلى معاوية رسولا قال له جرير: ابعثني يا أمير المؤمنين إليه، فإنه لم يزل لي مستخصا وودا آتيه، فأدعوه على أن يسلم لك هذا الأمر ويجامعك على الحق على أن يكون أميرا من أمرائك وعاملا من عمالك ما عمل بطاعة الله واتبع ما في كتاب الله وأدعو أهل الشام إلى طاعتك وولايتك فجلهم قومي وأهل بلادي، وقد رجوت ألا يعصوني.
  فقال له الأشتر: لا تبعثه ولا تصدقه فو الله إني لأظن هواه هواهم ونيته نيتهم.
  فقال له علي #: دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا، فبعثه علي # وقال له #: حين أراد أن يبعثه إن حولي من أصحاب رسول الله (÷) من أهل الرأي، والدين من قد رأيت، وقد اخترتك عليهم لقول رسول الله فيك