شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

45 - ومن خطبة له #

صفحة 152 - الجزء 3

٤٥ - ومن خطبة له #

  (اَلْحَمْدُ لِلَّهِ غَيْرَ مَقْنُوطٍ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلاَ مَخْلُوٍّ مِنْ نِعْمَتِهِ وَلاَ مَأْيُوسٍ مِنْ مَغْفِرَتِهِ وَلاَ مُسْتَنْكَفٍ عَنْ عِبَادَتِهِ اَلَّذِي لاَ تَبْرَحُ مِنْهُ رَحْمَةٌ وَلاَ تُفْقَدُ لَهُ نِعْمَةٌ وَاَلدُّنْيَا دَارٌ مُنِيَ لَهَا اَلْفَنَاءُ وَلِأَهْلِهَا مِنْهَا اَلْجَلاَءُ وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ خَضْرَاءُ وَقَدْ عَجِلَتْ لِلطَّالِبِ وَاِلْتَبَسَتْ بِقَلْبِ اَلنَّاظِرِ فَارْتَحِلُوا مِنْهَا بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ اَلزَّادِ وَلاَ تَسْأَلُوا فِيهَا فَوْقَ اَلْكَفَافِ وَلاَ تَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ اَلْبَلاَغِ مني لها الفناء أي قدر والجلاء بفتح الجيم الخروج عن الوطن قال سبحانه وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اَللَّهُ عَلَيْهِمُ اَلْجَلاءَ).

  و حلوة خضرة مأخوذ من قول رسول الله ÷: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون.

  والكفاف من الرزق قدر القوت، وهو ما كف عن الناس، أي: أغنى.

  والبلاغ والبلغة من العيش ما يتبلغ به.