أدعية علي عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية
  وصدر الكلام مروي عن رسول الله ÷ في المسانيد الصحيحة، وختمه أمير المؤمنين # وتممه بقوله، ولا يجمعهما غيرك وهو الصحيح؛ لأن من يستصحب لا يكون مستخلفا، فإنه مستحيل أن يكون الشيء الواحد في المكانين مقيما وسائرا وإنما تصح هذه القضية في الأجسام؛ لأن الجسم الواحد لا يكون في جهتين في وقت واحد، فأما ما ليس بجسم وهو البارئ سبحانه، فإنه في كل مكان لا على معنى أن ذاته ليست مكانية وإنما المراد علمه وإحاطته ونفوذ حكمه وقضائه وقدره، فقد صدق # أنه المستخلف وأنه المستصحب وأن الأمرين مجتمعان له جل اسمه.
  وهذا الدعاء دعا به أمير المؤمنين # بعد وضع رجله في الركاب من منزله بالكوفة متوجها إلى الشام لحرب معاوية وأصحابه ذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين، وذكره غيره أيضا من رواة السيرة.
أدعية علي عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية
  قال نصر: لما وضع علي # رجله في ركاب دابته يوم خرج من الكوفة إلى صفين، قال: بسم الله، فلما جلس على ظهرها قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ١٣ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ١٤}[الزخرف: ١٣ - ١٤]، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر إلى آخر الفصل، وزاد فيه نصر ومن الحيرة بعد اليقين قال، ثم خرج أمامه الحر بن سهم بن طريف وهو يرتجز ويقول:
  يا فرسي سيري وأمي الشاما ... وقطعي الحزون والأعلاما
  ونابذي من خالف الإماما ... إني لأرجو إن لقينا العاما